تعود جذور تأسيس منظومة الرعاية الصحية إلى عام 1943، عندما تم إنشاء مركز صحي صغير في منطقة الراس في إمارة دبي، تلاه إنشاء مستشفى آل مكتوم في عام 1951 والذي تم توسعته في عام 1973 لتصل طاقته الإستيعابية 175 سريراً.
وشهد عام 1960 انطلاقة مسيرة الرعاية الصحية الحديثة وتطويرها في الإمارات العربية المتحدة، وذلك عندما دعا الشيخ زايد بن سلطان “طيب الله ثراه” الزوجين “بات وماريان كينيدي”، لافتتاح عيادة في مدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي، في نوفمبر 1960، وتم تسميتها رسمياً باسم مستشفى الواحة.
المحطاتُ الرئيسية في مسيرةُ الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة
مهّد تأسيس مستشفى الواحة في عام 1960 الطريق لافتتاح المستشفى المركزي في عام 1968 الذي افتتحه آنذاك الشيخ زايد “طيب الله ثراه”، تلاه بعد ذلك بداية مساهمة القطاع الخاص في قطاع الرعاية الصحية. وفي عام 1974، تم تأسيس دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي برئاسة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم “طيب الله ثراه”. وفي السياق نفسه، افتُتحت مستشفى دبي في عام 1983م.
توضح الخرائط والإحصاءات التالية المراحل الرئيسية لتطور خدمات الرعاية الصحية منذ بداياتها الأولى.
https://atlas.fgic.gov.ae/uaeatlas/Health/HealthcareHistory
محاور التطور الحديث:
.1التحول الرقمي والابتكار: استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص، أنظمة المراقبة الصحية الذكية، وتطبيقات مثل «غياث» لإدارة الطوارئ، ما يعزز الكفاءة ودقة القرارات الطبية.
.2الرعاية الوقائية والصحة العامة: التركيز على البرامج الوطنية لمكافحة الأمراض (كالسكري)، تحسين معدلات التطعيم، وتحقيق مستويات منخفضة في وفيات الأمهات والمواليد، وفق رؤية “نحن الإمارات 2031”.
.3البنية التحتية والمرافق: استثمارات ضخمة في إنشاء وتطوير مستشفيات عالمية المستوى، وبناء مدن طبية متكاملة تعزز جودة الرعاية.
.4جودة الرعاية والتميز: حصول المستشفيات الإماراتية على تصنيفات عالمية مرموقة (مثل تصنيف «نيوزويك»)، مما يؤكد التزامها بمعايير عالمية في التميز السريري وتجربة المريض.
.5الاستثمار والنمو: توقعات بوصول الإنفاق على القطاع الصحي إلى مبالغ ضخمة بحلول 2028-2029، مع التركيز على الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
تواصل الإمارات خلال العام الحالي 2025، تعزيز مكانتها العالمية في قطاع الرعاية الصحية، محققة تصنيفات متقدمة ومؤشرات أداء متميزة حيث حصدت المركز الأول عالميًا في عدد المنشآت الصحية المعتمدة، بفضل تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، وتطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحية، ما يجعل الإمارات من أفضل الدول في جودة الرعاية الصحية.
كما حققت الدولة مراكز متقدمة في مؤشرات جودة الرعاية الصحية، حيث أظهرت تقدمًا ملحوظًا في مؤشرات مثل نتائج الرعاية الصحية الأساسية، البنية التحتية، والرعاية الصحية الوقائية.
وتشير أسباب تصدر الإمارات هذه التصنيفات إلى مواصلة الإمارات الاستثمارات الإستراتيجية في البنية التحتية الصحية، فيما خصصت الدولة 5.745 مليار درهم وهو ما يعادل 8% من الميزانية العامة للاتحاد للسنة المالية 2025 للخدمات الصحية ووقاية المجتمع، مما يعكس التزام الدولة المستمر بتطوير القطاع الصحي.
وتعد الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في قطاع الرعاية الصحية، حيث حققت تصنيفات متقدمة في العديد من المؤشرات الصحية الدولية، وجاءت ضمن أفضل 10 دول عالميًا في 21 مؤشرًا صحيًا متنوعًا، والمركز الأول إقليميًا والـ 20 عالميًا في جودة الرعاية الصحية .
وتتركز أسباب تصدر الإمارات هذه التصنيفات في وجود إستراتيجية صحية وطنية متكاملة واستثمارات كبيرة في البنية التحتية الصحية، وفي التحول الرقمي في القطاع الصحي والتركيز على السياحة العلاجية، وهو ما يؤكد التزام دولة الدولة بتطوير قطاع الرعاية الصحية، وتوفير خدمات صحية متقدمة تلبي احتياجات المجتمع، وتعزز من مكانتها على الساحة العالمية.
وقال الدكتور مهيمِن عبد الغني، الرئيس التنفيذي لـ”مستشفى فقيه الجامعي- دبي” إن مستشفى فقيه الجامعي دبي حصل مؤخراً على تصنيف مرموق من فئة 5 نجوم ضمن التقييم العالمي للمستشفيات الصادر عن “نيوزويك” و”ستاتيستا”، ما
يؤكد على ترسيخ معايير جديدة في الرعاية التي تتمحور حول المريض، وفي التميز السريري، والابتكار الطبي وينضم المستشفى بهذا التصنيف إلى نخبة من أفضل المستشفيات العالمية.
وأوضح أن التقييم العالمي للمستشفيات، يعد من أكثر التقييمات شمولاً وموثوقية في قطاع الرعاية الصحية، حيث يقيم أداء المستشفيات وفق مؤشرات جودة دقيقة.
وتظهر البيانات والتقارير الحديثة أن دولة الإمارات تواصل تعزيز استثماراتها في قطاع الرعاية الصحية، مع توقعات بنمو كبير في السنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في الإمارات إلى نحو 151 مليار درهم بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.7%، مدفوعًا بالاستثمارات في البنية التحتية والخدمات الصحية.
وتوقع تقرير لوزارة الاقتصاد أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في الدولة إلى 26 مليار دولار بحلول العام 2028، كما تتطلع الإمارات إلى استثمار 118 مليار درهم في قطاع الرعاية الصحية بحلول عام 2027، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الصحية وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.